قدم رئيس جمعية علماء السياحة الإندونيسية، أزريل أزهري(Azril Azahari)، نظرة متعمقة حول اتجاهات السياحة التي يمكن توقعها في عام 2024. وفي إفصاحه، سلط أزريل الضوء على التحول في تفضيلات السائحين الذين أصبحوا الآن أكثر عرضة لاختيار تجارب سياحية شخصية، أو ما تُعرف بالسياحة المخصصة.
ووفقا لأزريل، تشير السياحة المخصصة إلى رغبة السياح القوية في الحصول على تجربة شخصية ومحلية للغاية. وقال أزريل: “في الوقت الحالي، نرى اتجاهًا نحو السياحة المخصصة، والتخصيص، والمحلية، والمليئة بالبصيرة. ويريد السائحون تجربة شخصية للغاية، تتضمن الحكمة المحلية”.
ومن المهم أن نلاحظ أن السياح لم يعودوا راضين عن مناطق الجذب السياحي العادية فقط. إنهم يبحثون الآن عن مناطق جذب فريدة لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر، فضلاً عن القيمة الغريبة في المناطق التي يزورونها.
وينعكس هذا التغيير في السلوك أيضًا في تطور السياحة من الثمانينيات إلى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والذي أعطى الأولوية في البداية للسياحة الجماعية، والتحول نحو السياحة البديلة. مع دخول عام 2020، يتحول التركيز إلى السياحة القائمة على الجودة والمصممة خصيصًا لتلبية الاهتمامات الفردية.
وشدد أزريل على أن السياح مهتمون حاليًا أكثر بأنشطة السفر التي تناسب اهتماماتهم الشخصية، بما في ذلك اتجاهات مثل العلاج الأخضر والأزرق المرتبطة بالجمال الطبيعي. وتمشيا مع هذا الاتجاه، من المتوقع أن تعمل المناطق ذات التنوع الطبيعي على تحسين إمكاناتها كمنطقة جذب سياحي.
وفي هذا السياق، يقوم مجلس السفر والسياحة العالمي (WTTC) أيضًا بتغيير الطريقة التي يقيس بها قيمة السياحة الإقليمية. والآن، لا يتم حساب عدد السياح فحسب، بل يتم أيضًا حساب مدى مساهمة قطاع السياحة في دخل البلاد. تتضمن هذه التغييرات عوامل مثل مدة إقامة السائح والمبلغ الذي ينفقونه عند التسوق في الوجهات السياحية.
ويرى أزريل أن هذا التغيير يتطلب ترقبًا من الحكومة الإندونيسية في تطوير قطاع السياحة. وبصرف النظر عن السياحة المخصصة، سلط أزريل الضوء أيضًا على إمكانية تطوير سياحة الاستشفاء (سياحة الصحة والرعاية الاجتماعية) وسياحة تذوق الطعام (سياحة الطهي) باعتبارها عوامل جذب إضافية.
وأضاف أزريل: “لا تنسوا أن منظمة السياحة العالمية تشترط أن تشير سياحتنا إلى السياحة المجتمعية، السياحة القائمة على المجتمع، وليس فقط المستثمرين”.
وعلى الرغم من أنه يواجه تحديات عالمية مثل الزيادة في حالات كوفيد-19، إلا أن أزريل يظل متفائلاً بشأن إمكانات السياحة في إندونيسيا. ويأمل أن يتم استخدام هذا التحدي كفرصة لإندونيسيا لتوفير تجربة سياحية مريحة وآمنة للزوار.